العادة السرية
العادة السرية هي
مصطلح يثير الكثير من الجدل والقلق بين الشباب والبالغين على حد سواء. إنها عملية
طبيعية تمارسها الكثيرون في مراحل مختلفة من حياتهم. لكن ما هو تأثير هذه العادة
على الصحة الجنسية؟ وهل هي ضارة أم لا؟ سنلقي نظرة على هذا الموضوع ونفهم تأثير
العادة السرية على الصحة الجنسية.
العادة
السرية: مفهومها وأسبابها
.
1ـ مفهوم العادة السرية: فهم للظاهرة الجنسية
الطبيعية
العادة السرية، التي يتعرف
أيضًا بالاستمناء، هي ظاهرة جنسية طبيعية يمر بها العديد من الأشخاص في مختلف
مراحل حياتهم. وتعتبر هذه العملية جزءًا من التجربة الجنسية البشرية وتهدف الى
تحفيز الأعضاء التناسلية لتحقيق النشوة الجنسية، وذلك دون وجود شريك جنسي آخر.
لذلك فهي عملية ذاتية يقوم
بها الأفراد لاستكشاف أنفسهم جنسيًا وتلبية احتياجاتهم الجنسية الشخصية عن طريق الحك
أو التحفيز اليدوي للأعضاء التناسلية، والتي تنتهي غالبًا بالوصول إلى النشوة
الجنسية (القذف) للرجال أو الوصول إلى النشوة الجنسية للنساء.
2 ـ أسباب العادة السرية،
أكد العديد من
الباحثين على أن العادة السرية هي أمر طبيعي وشائع بين الأفراد، وتختلف أسبابها من شخص لآخر.
هنا بعض الأسباب المحتملة لممارسة العادة السرية:
1. التخفيف من التوتر الجنسي: قد يلجأ الأشخاص إلى ممارسة العادة السرية كوسيلة للتخفيف من التوتر الجنسي
الذي يمكن أن يشعروا به. يمكن أن تكون العادة السرية طريقة للحصول على الإرتياح
والاسترخاء.
2. استكشاف الجسم والمتعة الذاتية: يمكن أن تكون العادة السرية طريقة للاستكشاف الجنسي والتعرف على جسد الفرد
ومتطلباته الجنسية. يمكن أن تساعد في تحقيق الرضا الجنسي الشخصي وفهم ما يثير
الفرد.
3. تعزيز النوم والاسترخاء: قد يجد البعض أن ممارسة العادة السرية قبل النوم تساعدهم على الاسترخاء وتحسين
نوعية النوم. يمكن أن تعمل العادة السرية كتقنية للتهدئة والتخلص من التوتر قبل
النوم.
4. التعبير عن الجنسية الشخصية: قد يكون للعادة السرية دور في التعبير عن الجنسية الشخصية واحتياجات الفرد
الجنسية. توفر العادة السرية وسيلة للاستمتاع بالمتعة الجنسية بشكل فردي وتحقيق
الرضا الجنسي من دون الحاجة إلى شريك.
5. تعزيز الصحة الجنسية: بعض الدراسات تشير إلى أن ممارسة العادة السرية يمكن أن تساعد في تحسين صحة
الجهاز التناسلي. قد تكون لها فوائد صحية مثل تقوية عضلات الحوض وتحسين الدورة
الدموية إلى منطقة الحوض.
وتجدر الإشارة الى أن الأسباب المذكورة ليست شاملة، وقد تختلف تجربة الأفراد
وأسبابهم في ممارسة العادة السرية. لذا يجب أن يتم التحدث عن العادة السرية بصراحة
وبدون حكم أو توجيه سلبي، وأن يتم تشجيع الأشخاص على التعبير عن احتياجاتهم
الجنسية بطرق صحية وآمنة.
الاضرار الناجمة عن ممارسة
العادة السرية
هناك عدة أسباب قد
تدفع الأفراد إلى ممارسة العادة السرية، بما في ذلك التعبير عن الرغبة الجنسية،
والتخفيف من التوتر والإجهاد، وفهم الجسم والاحتياجات الجنسية الشخصية. الا انه
تجدر الإشارة الى ان للعادة السرية عدة تأثيرات سلبية على متعاطيها إذا تمت ممارستها
بشكل مفرط أو مصحوبة بسلوكيات سلبية. وإليك بعض الأضرار النفسية التي قد تحدث
نتيجة للعادة السرية:
أ ـ تأثير
العادة السرية على الصحة النفسية
1.
الشعور بالذنب والعار: وذلك من خلال الافراط في استعمال العادة السرية أو الميل
إلى إعتبارها نشاطًا مخلًا بالآداب الاجتماعية، مما تجعل الشخص الممارس يشعر بالذنب والعار بعد القيام بها، مما
يؤثر على صحته النفسية.
2.
الإدمان : في بعض الحالات، يمكن أن تؤدي ممارسة العادة السرية بشكل مفرط إلى
إدمانها اذ يمكن أن يصبح الشخص مدمنًا على هذا النشاط ويجد صعوبة في الامتناع عنه،
مما يؤثر على جودة حياته.
3.
التأثير على العلاقات الجنسية الحقيقية : إذا تم استبدال العلاقات الجنسية
الحقيقية بالعادة السرية بشكل كامل، فقد يكون لهذا تأثير سلبي على القدرة على
الاستمتاع بالعلاقات الجنسية مع شريك حقيقي.
4.
التأثير على الصورة الذاتية: قد يؤدي
الشعور بالعار أو الذنب بسبب ممارسة العادة السرية بشكل مفرط إلى تأثير سلبي على
صورة الشخص لذاته وثقته بنفسه.
5.
القلق والاكتئاب : في بعض الحالات، يمكن أن تتسبب العادة السرية في زيادة مستويات
القلق والاكتئاب لدى الأشخاص الذين يشعرون بأنها مشكلة بالنسبة لهم.
لذلك فمن المهم أن
نفهم أن العادة السرية طبيعية وصحية إذا مارست بشكل منتظم ومعتدل، ولا تسبب أضرار
نفسية على الأغلب. ولكن عندما تصبح مشكلة أو تسبب تأثيرات سلبية على حياة الفرد،
يجب التفكير في البحث عن دعم نفسي أو احترافي إذا كان ذلك ضروريًا.
ب ـ تأثير
العادة السرية على الصحة الجنسية
العادة السرية، عند
ممارستها بشكل صحي ومعتدل، عادةً ما لا تسبب أضرار جنسية. بالعكس، يمكن أن تكون
لها بعض الفوائد الصحية الجنسية كما ذكرنا سابقا ، مثل تحسين صحة الجهاز التناسلي
والتخفيف من التوتر الجنسي. ومع ذلك، إذا تم ممارستها بشكل مفرط أو بطرق غير صحية،
فقد تنشأ بعض المشكلات الجنسية ، و هذه بعض الأمور التي يجب مراعاتها:
1.
التأثير على الأداء الجنسي : بعض الأشخاص يلاحظون أن ممارسة العادة السرية بشكل
مفرط قد تؤثر على أدائهم الجنسي مع شريك حقيقي، حيث يصبحون أقل قدرة على الوصول
إلى النشوة الجنسية.
2.
التأثير على العلاقات الجنسية :ذلك أنه إذا تم استبدال العلاقات الجنسية الحقيقية
بالعادة السرية بشكل كامل، فقد يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على العلاقات الجنسية مع
الشريك وقد يتسبب في توتر في العلاقة.
3.
مشكلات القذف : بعض الرجال الذين يمارسون العادة السرية بشكل مفرط قد يعانون من
مشكلات في القذف عند ممارسة العلاقة الجنسية الحقيقية.
ج ـ تأثير
العادة السرية على الصحة الجسدية
من بين الأضرار الجسدية
التي قد تسببها العادة السرية عند ممارستها بشكل مفرط أو بأساليب غير صحية ما يلي :
1. تهيج الجلد : إذا تم التحفيز الجنسي بشكل قوي أو بأساليب خشنة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى تهيج الجلد في منطقة الأعضاء التناسلية.
2. التوتر العضلي : في حالة القذف الشديد أو المتكرر، يمكن أن يؤدي التوتر العضلي إلى آلام في منطقة الحوض والظهر.
3. الإصابة العرضية : إذا تم ممارسة العادة السرية بأدوات أو أشياء غير مناسبة، فقد تحدث إصابات عرضية مثل جروح أو تمزق.
4.
العجز الجنسي والتأثير في القدرة على الحمل : ترتبط العادة
السرية بالعجز أو الضعف الجنسي لما يتسببه من في ضعف الانتصاب لدى الرجال نتيجة ، وهذا
ما يفسّر أيضًا ارتباط العادة السريّة بسرعة القذف، ومن ناحيةٍ أُخرى فإنّ الربط
بين العادة السريّة وتدني فرص الحمل وقد تؤدي إلى العقم لدى بعض النّساء .
من المهم أن يتم تجنب
الضغط على الأعضاء التناسلية بشكل مفرط أو استخدام أشياء غير مناسبة خاصة عند
الشعور بألم أو تألم أو أي مشكلة جسدية ناتجة عن ممارسة العادة السرية، لذا يجب
استشارة محترفي الرعاية الصحية للحصول على المشورة والعلاج اللازم.
ما
هي طرق علاج العادة السرية ؟
عندما تكون العادة
السرية مشكلة تحتاج إلى العلاج، يمكن اللجوء إلى مجموعة من الاستراتيجيات
والتقنيات للمساعدة في التغلب عليها. وهذه بعض الطرق الممكنة لعلاج العادة السرية:
1ـ
التوعية والتثقيف : الفهم الأساسي للعادة السرية وتوعية بأنها طبيعية وصحية عند
ممارستها بشكل معتدل يمكن أن يكون مفيدًا. قد يساعد ذلك في تقليل الشعور بالذنب أو
العار.
2ـ
إيجاد بدائل صحية : البحث عن نشاطات أخرى تساعد في التخفيف من التوتر والإجهاد
بدلاً من ممارسة العادة السرية. يمكن أن تشمل هذه النشاطات الرياضة، والقراءة،
والاسترخاء، والتأمل.
3ـ
التحكم في المحفزات : تقليل التعرض للمحفزات الجنسية المحتملة مثل المواد الإباحية
قد يساعد في السيطرة على الرغبة في ممارسة العادة السرية.
4ـ
التوجيه النفسي أو العلاج النفسي:** في بعض الحالات، قد يكون من الضروري استشارة
محترف نفسي لمساعدتك في فهم ومعالجة الأسباب العميقة والقضايا النفسية التي ترتبط
بالعادة السرية.
5ـ
الدعم الاجتماعي : مشاركة المشاعر
والتجارب مع أصدقاء أو أفراد من الأسرة يمكن أن يكون مفيدًا، و قد يساعد الدعم
الاجتماعي في الشعور بأنك لست وحيدًا في هذا الأمر.
6ـ
تحديد الأهداف والمكافآت: قد يكون من المفيد تحديد أهداف ومكافآت لنفسك عندما تنجح
في التغلب على العادة السرية وهذا يمكن أن يكون حافزًا للالتزام بالتحسين.
يجب مراعاة أن أسباب
العادة السرية تختلف من شخص لآخر، وبالتالي يمكن أن تكون العلاجات فعالة بشكل
مختلف لكل فرد. إذا كان الشخص يعتقد أن
لديه مشكلة مع العادة السرية تحتاج إلى العلاج، فيفضل استشارة محترف طبي أو نفسي
للحصول على دعم وتوجيه مخصصين للحالة الشخصية.
في الختام العادة
السرية هي جزء من التجربة الجنسية البشرية وقد تكون ضارة أو مفيدة تبعاً لكيفية
ممارستها. من المهم أن يكون هناك وعي شخصي وتوازن في ممارسة العادة السرية، وإذا
كنت تشعر بأي مشكلة صحية أو نفسية تتعلق بها، يجب استشارة محترفي الصحة للحصول على
المشورة والدعم اللازم.
.png)
